الجمعة، 3 سبتمبر 2010

جمعية تقاضي «طاكسي 36» أمام القضاء الإداري وتطالب بإيقاف بثه

بسبب «التمييز العنصري» ودعوته إلى خرق قانون السير

في سابقة من نوعها، أقام محامون يمثلون الجمعية المغربية لحقوق المشاهد، الثلاثاء الماضي، دعوى قضائية أمام المحكمة الإدارية بالرباط من أجل طلب إيقاف بث برنامج

الكاميرا الخفية «طاكسي 36»، الذي تبثه القناة الثانية بعد الإفطار.
واتهمت الجمعية في دعواها برنامج «طاكسي 36» بالدعوة الصريحة إلى التمييز العنصري بسبب الانتماء إلى سلالة معينة، وبوضع المواطنين في حالات حرجة والنيل من شرفهم وكرامتهم وخصوصياتهم وحرياتهم الفردية التي يضمنها القانون. كما اتهمت الواقفين وراء البرنامج بتعريض حياة المواطنين للخطر وتهديد سلامتهم البدنية، من خلال «الزج بهم في مواقف درامية لا تمت للفكاهة بصلة، جعلتهم يفزعون ويطلبون المساعدة من المارة، ومحاولة الفرار، في تغييب تام من البرنامج للأدوار الهامة والجهود التي تبذلها يوميا السلطات العمومية في السهر على أمن وسلامة المواطنين وكل زوار المملكة».
إلى ذلك، سجلت الجمعية، في بلاغ إخباري تلقت «المساء» نسخة منه، تضمن البرنامج دعوات صريحة ومضمرة لخرق مقتضيات قانون السير، في وقت تتركز فيه اهتمامات المغاربة على مدونة قانون السير، الذي سيدخل حيز التطبيق ابتداء من فاتح أكتوبر القادم، وهو ما يناقض السياسة العمومية الوطنية المتبعة لتفسير وشرح مضامين المدونة الجديدة، تقول الجمعية.
وكشفت الجمعية أن قرار اللجوء إلى القضاء، في خطوة اعتبرتها تأسيسية، أملاه «إيمانها بما يمكن أن يكون للجهاز القضائي من دور ريادي في الرفع من وتيرة إصلاح المجال السمعي البصري الوطني وتحسين خدماته، بما يعزز أوراش الإصلاح العام الذي تباشره بلادنا من أجل تكريس قيم الحرية والتعددية والحداثة والانفتاح، واحترام حقوق الإنسان وصيانة كرامته، وتأهيل بلادنا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا». في السياق ذاته، أوضح مصطفى بنعلي، رئيس الجمعية، أن اللجوء إلى المحكمة الإدارية يروم من بين أهداف أخرى تعليم المشاهدين المغاربة أن القانون يكفل لهم محاسبة التلفزيون باعتباره خدمة عمومية، مشيرا إلى أن توجه جمعيته نحو القضاء الإداري عوض الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، المعروفة اختصارا بـ«الهاكا»، هو خطوة تأسيسية، جاءت لإدراك الجمعية بأن قررات هذه الأخيرة تستأنف أمام المحكمة الإدارية.
من جهة أخرى، سجلت الجمعية من خلال «لجنة المشاهدة» أن برامج القنوات العمومية خلال شهر رمضان تعتريها العديد من النواقص على مستوى المضمون خصوصا، مما يمس بالتزامات المتعهدين العموميين بشأن تقديم برامج ترمي إلى تلبية الحاجيات الإخبارية والتثقيفية والتربوية والترفيهية لدى أوسع فئة من الجمهور.
جدير ذكره بأن شبكة برامج القناة التلفزية الأولى والثانية كشفت أن القناتين العموميتين تعطيان الأولوية للسلسلات الفكاهية والسيتكومات، خاصة في الفترة ما قبل وبعد الإفطار، ويظهر ذلك من خلال عدد السلسلات الهزلية التي بلغت 11 سلسلة، 7 للقناة الثانية (رد بالك، وكاميرا كافي، والفد تي في، وجار ومجرور، وياك احنا جيران، وطاكسي 36، وحقا تحقيق، وسعدي ببناتي) و4 للقناة الأولى، وهي سلسلة جحا، ودار الورثة، والعام طويل لمحمد الجم، والحراز للبشير السكيرج.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق