الخميس، 19 أغسطس 2010

الحريرة الوجبة الرئيسية على مائدة افطار رمضان في المغرب

الحريرة الوجبة الرئيسية على مائدة افطار رمضان في المغرب



الرباط :كونا

على الرغم من تنوع المائدة الرمضانية في المغرب واختلافها باختلاف العادات والطبائع من منطقة الى أخرى والمستوى الاجتماعي الا ان مائدة الافطار المغربية تبقى وفية ل(الحريرة) وهو الحساء الذي يحضر بأكثر من 15 مكونا. وتعتبر الحريرة وجبة رئيسة يستدعي حضورها تأثيث مائدة الافطار ب"الزلايف" أو "الجبابن" والمغارف وهي الأواني والمعدات اللازمة لاحتساء (الحريرة) وتناولها الى جانب التمر والحلوى (الشباكية). والحريرة حساء مغربي بامتياز يتم تحضير شربته باللحم والبصل والثوم والبقول (البقدونس والكزبرة والكرافس) والسمن البلدي والحمص والعدس والشعرية والطماطم وبعض التوابل وطحينة الدقيق اضافة الى البيض. ويتطلب اعداد الحريرة مهارة في الطبخ وصبرا في الطهو الذي يمر عبر ثلاث مراحل هي مرحلة (الطياب) ومرحلة (مطيشة) ومرحلة (التدوار) وهي المرحلة الأخيرة التي غالبا ما تورط نسوة المطبخ في عقدة الحريرة أي العصيدة عندما يصبح سائل الشوربة سميكا وثقيلا يكاد لا يحتسى. وتوضح الطباخة المغربية نجية البحاني أن "الحريرة استسلمت لأمراض العصر ونظام الحمية فأصبح اعدادها وتحضيرها مقتصرا على الوصفات الملائمة لنظام الحمية وميزان السكر وأرجوحة الضغط وهوس النساء بالرشاقة".

واضافة ان "بعض النسوة يتحججن في فشلهن في المطبخ المغربي وعجزهن عن تحضير وجباته التقليدية الأصيلة الشهية بالضرورات الطبية والوصفات العلاجية وشعارات الوقاية من أمراض العصر والحفاظ على رشاقة الجسم". واكدت البحاني أن "الحريرة المغربية غذاء متكامل غني بالبروتينات والفيتامينات .

والنشويات سريع الهضم منشط للجسم مهدئ للأعصاب ويحقق التوازن الغذائي" مشيرة الى انه تقليد مغربي يعود الى القرن ال15 ميلادي في أعقاب سقوط بلاد الأندلس وهجرة الغرناطيين الى المغرب.

وحتى أولئك الذين استغنوا عن الحريرة لم تخل موائد رمضان في بيوتهم من شوربة الحساء المغربي المصنوع بدقيق الشعير أو القمح أو الذرة أو من مكسورهن وتسمى أيضا في القاموس المغربي ب(الحريرة البيضاء) تمييزا لها عن "الحريرة الحامضة" وهناك من يطلق عليها (الحسوة).

والحسوة شوربة تحضر بالحليب والزبدة والبصل اضافة الى الدقيق ومسحوق بعض الأعشاب العطرية والطبية التي تعطي لهذا الحساء نكهة لذيذة بطعم اليانسون وغيره.

وحول حساء (الحريرة البيضاء) قالت البحاني أن "طريقة تحضيرها لا تتطلب وقتا مثلما تطلبه اعداد الحريرة الحامضة ومصروفها يقل كثيرا وكذلك الجهد" مشيرة الى أن أغلب الأسر تميل أمام ضغط العمل والوقت الى الاكتفاء بالحسوة بالحليب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق