الجمعة، 27 أغسطس 2010

«مقهى الكتاب» مبادرة للتواصل الثقافي بمراكش الحمراء

«مقهى الكتاب» مبادرة للتواصل الثقافي بمراكش الحمراء


100825-zawaya-photo

بمُبادرة غير مسْبوقة, رَاهنت سيّدة هولاندية رفقَة زوجها الأمريكي على إعادة الإِعتبار للكتاب والقراءة من خلال إفتتاح «مقْهى الكتَاب» بمُراكش المَغربية. حَيث يُحاول هذا المَشروع الثّقافي استيعاب القَارئ وتلبِية مُتطلّباته الفِكرية والجَسدية من خِلال فِكرة آقتِراح الأَكل والشُّرب والقِراءة ضِمنَ قائِمَتين.

مُراكش هي ثاني أكبر مدينة مَغربية تَقع في وسَط جنُوب المَغرب, وتعد قِبلة للسِّياحة العَالمية ومَقرا للمُؤتمَرات الدَّوليّة ذات المُستوى الرَفيع لمَا تَزخر به من إرث حَضاري كَبير, فالرّهان قد تعدى القُراء المَحليين نحو القُراء العَالميين المُتوافدين أو المُقيمين في “مُراكش الحَمراء”.

فَهل الكِتاب المَغربي العَربي بِحاجة لمِثل هذه المُبادرات الجَريئة ؟؟

سَجّلت السَّنوات العَشر الأخيرة تراجُعا على الإقْبال على الكِتاب العَربي حَسب آخر تَصريحات الكتُبييِّن المَغاربة, إلاّ أن صاحبة المشروع قرّرت رَد الإعْتبار للكِتاب المَغربي العَربي حيث آعتَبرت هَذا الأَخير إضَافة ثقَافية لابُد من الوقُوف عَليها بِجانب الكُتب العَالميّة المُتعددة اللُّغات. ممّا سيساهم في انفتاح الكِتاب المغربي العَربي عَلى مُختَلف القُراء سَواء مَحليين أو عَالميين في مُحاولة لِمدِّ جُسُور التّواصُل الفِكري والتّبادُل الثَّقافِي.

نِسبَة كَبيرة مِن المَغارِبة والأصدِقاء العَرب للمَغرب مُتحمسون لِإنْتشار هَذه الفِكرة المُشجّعة عَلى الفِعل الثّقافي بل و تَعميمِها فِي كُل مُدن المَغرب, مُنتدى الحَضارات ومُلتقى الشّرق والغَرب حيث يُعانق الأطلَسي الأَبيض المُتوسّط, ويُعانق العَربي الأُوروبي, والأوروبي الإفريقِي, والإفريقي الأمازيغي, وحَيثُ تتَزاوجُ وتتَفاعل الّثقافات والمُناخات.

وتجدُر الإشارة إلى أن هُناك نِسبة لايُستهان بها من الآراء المَغربية غير مُتفائلة بنَجاح المُبادرة!! بل وتعتَبر أنها مُراهنة غَير مضمُونة بإعتِبار أنّ المُجتمع المَغربي غير مُتحمِّس للمعرفة واقتناء الكتب للقراءة والإضطلاع, وأن المشكل تربوي بامتياز نظرا لإرتباط القراءة بالمقررات الدراسية أكثر مما هي قراءة حرة.

الشارع المغربي ليس بعيدا عن مجريات الأحداث المحلية والدّولية, وهو مايُمكن مُلامسته في مقاهي الشَّوراع الرّئيسية التّي تعجُّ بالثّرثَرة والمُناقَشات حول مباريات الكرة ومآسي العالم, علما أن معظم المغاربة يعتمدون على القنوات الإعلامية الأجنبية والعربية والمَواقع الإلكترونية كمَصادر للمَعلومة.

و كما سبَقت الإشارة فإن «مقهى الكِتاب» سَوف يَستَقطِب لامَحال شَريحَة مُعيّنة مِن النُّخب المَغاربية والعَالميّة بمُختلف توجهَاتهم وُدون وصَاية فِكريّة, في أجْواء من المُتعة والمُناقشات مع حُضور خاص للشّاي المَغربي كعَادة أصِيلة في مُختلف التّجمُّعات والمُناسَبات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق