فيما تجتهد ربّات البيوت بوهران في البحث عن التوابل المغربية
خلطات سرّية من التوابل يدّعي باعتها أنها " تصلح ما أفسدته المبتدئات في الطبخ "
صالح فلاق شبرة 
تتهافت العديد من ربّات البيوت منذ حلول شهر رمضان، على محلاّت بيع العطور والتوابل التي لا يمكن الاستغناء عنها في تحضير الأطباق، لكنّ هذا التهافت لم يعد تقليديا على التوابل المعروفة وإنّما على خلطات "سحرية" و"سرّية" خاصّة بكلّ طبق يدّعي باعتها بأنّها تعطي نكهة خاصّة وتغطّي النقص الذي تعانيه بعض ربّات البيوت في الطبخ أو المبتدئات .
بكميّات قليلة جدّا وبأثمان مرتفعة تفوق أسعار التوابل العادية، استقبل باعة العطور والتوابل بسوق المدينة الجديدة بوهران، رمضان بخلطات خاصّة من التوابل تعرض كلّ منها على حدى وقد كتب على العلبة التي تحويها أسماء اللّحوم أو الأطباق التي تنفع لاستخدامها، من بينها خلطات خاصّة بـ الحريرة، البوراك، السمك، السلطة، الدجاج، اللحوم الحمراء، البيتزا... وغيرها، حيث يؤكّد الباعة أنّها جدّ مجدية بالنسبة لتحضير الأطباق، خصوصا في شهر رمضان، من دون الإشارة إلى التوابل التي تتكوّن منها، لأنّ ذلك يعّد من أسرار المهنة التي لا يمكن البوح بها لئلاّ تتفشّى هذه الحرفة بين جميع باعة العطور والتوابل .وقد لقي هذا النوع من الخلطات إقبالا واسعا ولا يزال خلال هذا الشهر، لا سيما من قبل ربّات البيوت الفضوليات ممّن يرغبن في تحضير أفضل الأطباق وتقديم أفضل طبيخ على المائدة الرمضانية، وما يزيد التهافت عليها هو الشعار الذي اتّخذه الباعة أو العبارات التسويقية التي تتلقّفها أذن الزبون كلّما تقدّم للاستفسار عنها، حيث يؤكّد الباعة أنّ "هذه التوابل بإمكانها أن تصلح ما أفسدته الطبّاخة المبتدئة وتتستّر على عيوبها في تحضير الأطباق، من دون أن يفرّق المتذوّق بين ما إذا كان الفضل يعود للخلطة السحرية أو لأنامل حواء" والقول هنا عهدة على الباعة المروّجين لبضاعتهم الذين يستغلّون رغبة النساء في ترديد جملة "كلّ إصبع بصنعة"، ويبالغ آخرون في وصف مفعول التوابل بإمكانية منافسة سيّدات الطبخ النجمات على الفضائيات مثل السيّدة "شميشة" أو السيّدة رزقي أو حورية المطبخ، بينما تسعى العديد من ربّات البيوت جاهدات في البحث عن التوابل المستقدمة من مغنية والتي تكون غالبا مهرّبة من المغرب، أين تعرف التوابل بقوّة مفعولها في الطبخ وروائحها المنبعثة من بعيد، وإن كانت هذه التوابل باهظة الثمن مقارنة مع باقي التوابل إلاّ أنّها تلقى إقبالا كبيرا وتعرف المحلاّت التي تروّجها طوابير بفعل السمعة الواسعة الصيت التي تتمتّع بها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق