الأربعاء، 25 أغسطس 2010

الذهب في المغرب يقفز لأثمان غير مسبوقة


البنوك العالمية تلجأ إلى تخزينه بسبب استقرار قيمته
الذهب في المغرب يقفز لأثمان غير مسبوقة


هل تستغل الأسر المغربية الظرفية المواتية، وتلجأ إلى بيع مدخراتها من الذهب؟ فالارتفاع الذي عرفه سوق الذهب في المملكة يحرض على بيع المجوهرات والحلي الذهبية، خاصة أن سعرها ارتفع كثيرا في ظرف سنتين.



الدار البيضاء: يواصل الذهب مسلسل الارتفاع ليصل إلى أثمان غير مسبوقة، رغم تضرر القدرة الشرائية للمغاربة، بسبب توالي المناسبات، والزيادات المتتالية في أسعار المواد الاستهلاكية.وفاق سعر الغرام الواحد 300 درهم (35 دولار)، بعد أن كان في السنة الماضية يتراوح ما بين 200 و240 درهم (22 و27 دولار).وقال سعيد سالداوي، صاحب محل لبيع المجوهرات في درب غلف بالدار البيضاء، إن "سعر الذهب في هذه الأيام مرتفع جدا"، مرجعا السبب إلى "الأزمة المالية العالمية التي كان لها تأثير على ثمن هذا المعدن النفيس".وأوضح سعيد، في تصريح لـ "إيلاف"، أن الأبناك العالمية باتت تلجأ إلى تخزين الذهب، لأن قيمته أكبر، ويمكن الاستثمار فيه في أي وقت"، مشيرا إلى أن "الأوراق المالية لم تعد تعطاها القيمة التي كانت لديها".



وأضاف "عندما يسجل المستثمرون تراجع قيمة العملات القوية، يعمدون إلى الإقبال على الأشياء التي تكون قيمتها مستقرة، وهو الأمر المتوفر في الذهب، الذي لم يتراجع ثمنه منذ سنوات".وذكر أن "ثمن الذهب مرتبط أساسا بسعر البترول"، مؤكدا أن "الارتفاعات المتواصلة تجعل الصاغة يستوردون كميات قليلة من هذا المعدن النفيس".وأشار سعيد إلى أن "الإقبال على الشراء يبقى متذبذبا، مقابل تزايد عدد المواطنين الذين يلجأون إلى بيع مجوهراتهم بسبب سقوطهم في ضائقات مالية، خاصة أولئك الذين اقتنوا الذهب قبل سنة 2004، لكون أنهم يحصدون أربح مهمة، قد تصل أحيانا إلى النصف".



ويصل إنتاج المغرب من الذهب الخالص، سنة 2009، 470 كيلوغراما. وأفادت مديرية التنمية المعدنية، التابعة لوزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة، البحث عن الذهب بالمغرب بدأ قبل الأربعينيات، مشيرة إلى أن مكتب الأبحاث والمساهمات المعدنية آنذاك، المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن حاليا، أعطى أولوية خاصة للبحث عن هذا المعدن النفيس منذ الثمانينات.وحسب مديرية التنمية المعدنية، فإن هذه الأبحاث نتج عنها التوصل إلى عدة مكامن، منها ما هو في طور الاستغلال حاليا كمنجم الذهب بآقا جنوب أكادير، والمستغل من طرف شركة مناجم التابعة لمجموعة أونا، ومنها ما هو في طور الدراسة التكنو- اقتصادية كمكامن تاملالت في شرق الأطلس الكبير، وحد إيماون في غرب الأطلس الصغير.ويعتبر ارتفاع سعر الذهب فرصة جيدة أمام السيدات لجني أرباح كبيرة من بيعه، ويمثل المعدن الأصفر جزءاً من الثقافة المحلية التي تقضي باحتفاظ السيدات بالمجوهرات من جيل إلى جيل.



ولم يقتصر شراء الذهب على الأفراد، بل طال الصناديق الاستثمارية والمؤسسات المالية. وأفادت مصادر مالية إن المصارف التجارية أجرت في الفترة الأخيرة عمليات مالية احترازية لتجنب تأثير استمرار انخفاض سعر صرف الدولار أمام اليورو وبقية العملات.ويشار إلى أن الذهب أنهى جلسة التداول في أوروبا، أمس الثلاثاء، مرتفعا حوالي1 بالمائة، بعد تراجع الدولار، في أعقاب بيانات ضعيفة لمبيعات المساكن عززت القلق بشأن توقعات الاقتصاد الأميركي، ودفعت المستثمرين إلى الإقبال على شراء المعدن النفيس. وسجل سعر الذهب للمعاملات الفورية في نهاية الجلسة 1232.55 دولار للأوقية (الأونصة)، مقارنة مع 1223.40 دولار في الإغلاق السابق في سوق نيويورك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق