الخميس، 19 أغسطس 2010

«أسر منتجة» تتمسك بالعمل الشريف رغم «أنف الفقر»!

تقدم الأكلات الشعبية للعاملين والمغتربين في رمضان..

«أسر منتجة» تتمسك بالعمل الشريف رغم «أنف الفقر»!


سيدة تقدم منتجاتها الشعبية في أحد المعارض بحثاً عن «الرزق الحلال» دون انتظار المساعدة من آخرين «إرشيف الرياض»


في شهر رمضان المبارك هناك بعض العاملين من الجنسين الذين لا يعودون إلى منازلهم إلا قبل وقت الإفطار بقليل، وكذلك المغتربين عن أهاليهم في مناطق أخرى بحكم أماكن عملهم، وبالتالي يحتاجون إلى من يوفر لهم الإفطار ليشعروا بالأجواء الرمضانية التي ألفوها بين إفراد أسرتهم، ومنذ عهد قريب انتشرت الأسر المنتجة التي تقدم الأكلات الشعبية وطبخ البيت وهي ذاتها من تتزامن حالياً مع رمضان فتعد له وجبات خاصة، حيث تشكل تلك الخدمة دخلاً اقتصادياً جيداً لهذه الأسر التي تعتمد على عملها هذا في إعالة ذويها.

هدية رمضانية!

تقول «مريم عبدالرحمن» لم يمض على زواجها سوى شهر : إنها تشعر بمسؤولية كبيرة مع قرب شهر رمضان، لأنها لا تتقن بعض الأكلات الرمضانية، ولكن زوجها تعاقد مع إحدى السيدات السعوديات اللاتي لديهن خبرة في الطبخ، بتوفير وجبة الإفطار طوال شهر رمضان مقابل ثلاثة آلاف ريال وهذه هديه زوجي لي.

أم راشد

ويقول «طارق محمد»: إنني أقيم في الرياض بسبب ظروف عملي، وأفتقد كثيراً أسرتي والأطباق الرمضانية التي تتميز والدتي بإعدادها، ولم أكن أعرف عن خدمة الأسر المنتجة في صنع الطعام إلإ بعد أن أرشدني أحد زملائي، حيث أوصلني ب»أم راشد» التي تعمل على طبخ وبيع أنواع الأكلات المشهورة، وأتفقت معها بأن تجهز أصنافاً معينة اعتدت عليها في رمضان وحرصت على وجود تلك الأطباق على مائدة أفطاري مقابل ألفي ريال.

زبونة دائمة

بينما أصبحت «جواهر النفيعي» موظفة زبونة دائمة للطباخات فتقول: أتعامل مع «أم علي» منذ ثلاث سنوات في شراء وجبتي الإفطار والسحور، لأنني لا أعود من عملي إلا قبل الأذان بخمس دقائق، وبالتالي أنا مضطرة للاستمرار في شراء الأكل في رمضان على وجه الخصوص، وتضيف: لقد جربت أكل المطاعم ولكن هناك فرقاً بين الاثنين فطبخ البيت الذي تعده سيدات متمرسات في هذا الجانب أفضل، ويكلفني الأمر أربعة آلاف ريال ويكفي جميع أفراد أسرتي، لافتةً إلى أنها تساهم في مساعدة تلك الأسر على تحسين وضعهم الاقتصادي.

مصنع حلويات

وتقول «دعاء الخالدي» خريجة الاقتصاد المنزلي : إنني بحثت كثيراً عن وظيفة كباقي زميلاتي، ولكن لم أحصل على ما أريد، فقررت الاعتماد على نفسي، حيث بدأت أطلع على مواقع الانترنت والكتب الخاصة بالطبخ، كذلك حرصت على الاستفادة من خبرة قريباتي المتميزات في الطهي، مضيفةً: لقد أصبحت مبدعة في فن الطبخ وحققت الشهرة في مجال صناعة الحلويات بأنواعها، بل وتعاقدت مع العديد من محلات بيع الحلويات لتزويدهم بالحلا المنزلي، لافتةً إلى أن وضعها المادي أصبح على أفضل ما يرام، واستطاعت النجاح في مشروعها الصغير، بل وتطمح في المستقبل إلى امتلاك مصنع للحلويات يدار بأيدٍ نسائية سعودية، ذاكرةً أنه في رمضان يكثر الطلب على أصناف مختلفة من الحلويات، سواء كانت للتقديم كأصناف الشكولاتة والتمور المحشوة أو على مائدة الإفطار ك»البسبوسة» و»اللقيمات» و»الكنافة» وغيرها.

وجبة السحور

أما «أم بخيت» سيدة في العقد الخامس من العمر فتحكي قصة نجاحها مع بناتها الستة قائلة: كنت حريصة على أن تنهي بناتي تعليمهن الجامعي وقد اجتزن تلك المرحلة بنجاح، وبعد ذلك فضلن العمل في مجال الطبخ على البقاء عاطلات، بعد فشلهن في الحصول على وظيفة، وقد تميزت كل واحدة منهن في إجادة أنواع معينة من الأكلات، وعن عملهن في رمضان قالت: يعتبر شهر رمضان الموسم الذهبي لنا حيث يصل الدخل في الأسبوع إلى ثمانية آلاف ريال، مضيفةً نحن لا نعتمد على الطلبات الخاصة بل نخرج إلى الأسواق بحافظات كبيرة مليئة بالأطعمة، ونجد إقبالا كبيرا من المتسوقات لشراء وجبة السحور، مشيرةً إلى أنها تحاول حالياً مع بناتها الحصول على رخصة افتتاح مطعم نسائي خاص بالأكلات السعودية.

تجاوزت الإحراج

أما «أم خالد» التي تحملت مسؤولية أبنائها الثلاثة بعد وفاة والدهم، وانتقلت إلى العيش في منزل والدها، تجد نفسها مطالبة بتوفير احتياجات أبنائها، لذلك لجأت إلى العمل في هذا المجال الذي تقول عنه: في البداية كنت محرجة وأعمل في نطاق ضيق على محيط عائلتي ومعارفي، وبعد فترة من العمل وجدت أن هناك تشجيعاً وإقبالاً من المجتمع، كما أن الكثير يرى أنه عمل مربح وله مستقبل جيد، موضحةً أنها تجيد كثيراً من الأطباق الخليجية والعربية وحتى العالمية، مؤكدةً أن لديها أسعاراً موحدة غالباً لا تزيد بزيادة الأسعار، ما عدا الأكلات البحرية فسعرها 250 ريالاً لأنها مكلفة، مشيرةً إلى أن الطلب يزداد على «السمبوسة» و»الشوربة» وأنواع «المعكرونة» في رمضان.

الطبخ هواية

وتروي «أم تركي» تجربتها مع الطبخ منذ ستة عشر عاماً قائلة: أحب الطبخ كهواية وأصبحت بفضل الله أتقن الأنواع القديمة والحديثة من الأكلات، لدرجة أنني ابتكرت البعض منها، وقد وجدت كل الدعم من زوجي و جيراني، مضيفةً أن الأسعار لدي مختلفة، فتعلمين جيداً بأن أسعار اللحوم أصبحت مرتفعة، وأنا لا أستخدم اللحوم المجمدة أبداً، موضحةً أن من بين الأصناف المرغوبة «شوربة الجريش» وا»لحريرة المغربية» و»سمبوسة البيت»، أما السحور فالبعض يفضل «كبسة الأرز» و»المرقوق»، لافتةً أن تعاملها لا يقتصر على الأسر فهناك من أبنائها وإخوانها العزاب، الذين يبعدون عن ذويهم، وهم يحرصون في موسم رمضان على التعامل معي ومع طباخات البيت مثلي، بل ويفضلون «المعكرونة» و»الشوربة التقليدية»، وعن أهم ما يميز الطاهيات السعوديات من الأسر المنتجة تقول «أم تركي»: وجود الرقابة الذاتية عند كل من تقوم بصنع الطعام وبيعه، فنحن نخاف الله أولاً وتهمنا سمعتنا، ولكي ننجح يجب أن نحافظ على زبائننا ومن يثقون بنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق